«إستحضار روح زامورا» وتحفيز اللاعبين قبل مباراة القمة الأولى، و«دعوة الحب» التي أطلقناها هنا وامتدت لبعض القنوات الفضائية المتميزة مثل قناة موردن سبورت.. وتحفيز الجماهير على حضور مباراة القمة الثانية في السوبر، ونبذ الخلافات وتوحد الجماهير خلف الزمالك فقط والإبتعاد عن المهاترات الشخصية التي تحدث في النادي.
وفضلت أن يكون حديثي إلى جمهور النادي الملكي اقصد الزمالك طبعا بعد أن تكون النفوس قد هدأت قليلاً، لأن الحديث وقت الأزمات التي تحدث سيكون غاضب.. والجماهير ليست في حاجه لمزيد من الإحباط ويكفي ما هى فيه، وأجلت حديثي هذا إلى ان تستقر الأمور في نادي الزمالك إلى حد ما بتعيين مجلس إدارة جديد يقود زمام الأمور في القلعة البيضاء.
لست من أنصار ان نسعد ونفرح لمجرد تقديم عرض جيد أمام الأهلي رغم الخسارة، فالزمالك ليس هو الشرقية للدخان أو الألومنيوم حتى يفرح "بالصمود" أمام الأهلي، ولن نكون.. الزمالك قلعة كبيرة ونادي القرن العشرين في جميع الألعاب الرياضية على مستوى القارة الأفريقية قاطبة وليس على مستوى فريق في لعبة واحدة فقط.
ليس بعد مائة عام من الإنتصارات والبطولات وقبل عامين تحديداً من إتمام المئوية سنأتي ونفرح بالهزيمة بشرف أمام الأهلي أو بتقديم مستوى جيد وأداء مبهر حتى، فالتاريخ يعترف بالنتائج فقط، حتى وان كان الجمهور الزملكاوي جمهور ذواق ويحب اللعب والفن والهندسة قبل النتائج.. ولكن في عالم الإحتراف الآن من يفوز هو من يكون سعيداً.. وعندنا في الزمالك نتمنى الفوز بجانب الأداء والفن والهندسة.
وأرى اننا كجمهور لنادي الزمالك أو تحديداً أعضاء الجمعية العمومية للنادي سبب ما آل إليه النادي حالياً.. ورغم ان جماهير الزمالك هى الداعم الأساسي لفريقها على مر العصور، إلا اننا بداية من إنتخابات النادي التي جرت يوم 1/4/2005 "كدبة أبريل" ونحن من نهدم النادي بأيدينا.. حقاً كانت كدبة القرن، وأخطأنا في حق رجل هو أعظم من رأس نادي الزمالك على مر التاريخ، الرجل الذي دخل دولاب بطولات الزمالك في عصره آلاف البطولات والدروع على مستوى جميع الألعاب وأكثر من ربع بطولات الزمالك التي حققها على مر تاريخه في لعبة كرة القدم وحدها، ولكم ان تتخيلوا انه في عام 2003 حقق النادي ما لم يحققه أي نادي في العالم من قبل وهو الإنجاز التاريخي الذي سيظل يذكره التاريخ بفوز النادي بـ 503 بطولة وميدالية على مستوى جميع الألعاب وفي جميع الأعمار السنية.
ورغم كل هذا الكم من البطولات وكل هذا الرصيد من الإنجازات وكل هذه الألقاب الإعجازية مثل لقب أحسن نادي في العالم في شهر فبراير عام 2003، إلا ان أعضاء الجمعية العمومية للنادي وليس الجماهير، أعطوا ظهورهم لكل هذه الإنجازات وقرروا هدم النادي.
نعم أعضاء الجمعية العمومية للنادي هم من هدموا هذا النادي، لأن الكثير منهم للأسف الشديد ليسوا زملكاويه بل أهلاويه متعصبين! مع إحترامنا الكامل لباقي الأعضاء الزملكاوية المتعصبين بشدة أيضاً لناديهم الحبيب، وأتذكر بعض الأحاديث التي دارت وقت إجراء إنتخابات الأهلي، وكانت على خالد لطيف عندما كان يساند قائمة حسن حمدي في إنتخابات الأهلي الماضية، انه اتى لمساندة قائمة حمدي لكي يسانده الأهلاويه بعد ذلك في إنتخابات الزمالك لان لهم صوت كبير وثقل في الجمعية العمومية للزمالك.!
هدموا نادي الزمالك عندما استهانوا بالكتاب الذي أصدره الدكتور كمال درويش وكان عنوانه الذي ضحكوا عليه وقتها "خائف على الزمالك".. والآن أعتقد من يضحك هو درويش، ليس فرحاً للحال الذي وصل إليه النادي، ولكن على هؤلاء الذين انخدعوا في الصوت العالي وفي الإدعاءات الباطلة والإتهامات المرسله بالفساد والسرقة والملفات وما شابه.!
والمضحك المبكي ان ترى بعض أفراد الحرس القديم الذين كيلت إليهم الإتهامات بالفساد وقتها يقفون بجوار من اتهمهم بهذه التهم "الشنيعة" وأعداء الأمس أصبحوا أصدقاء اليوم.. وهذا هو التجسيد الصارخ لما وصل إليه حال النادي الآن.
فالجميع أصبح كل ما يهمه هو الكرسي ولا شئ سواه، من الممكن أن يتحالف المرشح في الإنتخابات مع الشيطان ذاته حتى يفوز، ولن أقول الجملة الشهيرة "لا نعرف لماذا يتكالبون على هذا الكرسي وهو عمل تطوعي في المقام الأول"، وبالطبع هذه نغمة من يفضلون أن يدفنون رءوسهم في الرمال.. فالكرسي له بريقه ورونقه، ويكفي ان تكون يومياً حديث كل المصريين والعرب وكل الجرائد والمجلات والقنوات التليفزيونية ومواقع الإنترنت، لأنك ترأس أو عضو في مجلس إدارة أكبر نادي في الشرق الأوسط.. أو كان هكذا منذ سنوات معدودة.!
وبخلاف البريستيج والوجاهة الإجتماعية، فمنصبك في نادي بحجم نادي الزمالك يفتح لك كل الأبواب المغلقة، فعندما تذهب لإحدى المصالح أو الوزارات أو الشركات التي لك معها تعامل في البيزنس الخاص بك فبالطبع سيكون كل شئ يسير وستفوز بما تريده لانهم يجاملونك لانك رئيس أو عضو مجلس إدارة نادي الزمالك، وغير بعيد ان تجد رؤساء هذه الشركات أو البنوك إن لم يكونوا زملكاويه فهم أعضاء في النادي.
اعطينا ظهورنا للدكتور كمال درويش بالأمس القريب، واليوم أجد من يترحم على يوم واحد من أيامه، والأغرب انني أجد من كان يهاجمه أمس يشيد به اليوم بعد أن ذاق طعم الإنتصارات المتعددة "زمان" وطعم الإنكسارات المتتالية "الآن"، وأجد من يعتذر لدرويش عبر صفحات منتديات زمالك فانز.. معترفين ومقرين انهم أخطئوا في حقه.. ولكن عفواً، فأنتم أخطأتم في حق نادي الزمالك أولاً قبل الخطأ في حق الدكتور كمال.
ورغم ان الدكتور كمال درويش الآن بدأ يعود لوضعه الطبيعي ككبير لحكماء نادي الزمالك، أو هكذا نصبه الكثيرون من رموز النادي الكبار، إلا انني لا أحب دائماً إختصار النادي في شخص واحد، أو شخصنة النادي بالمعنى الأوضح.
فما يحدث اليوم هو قمة العيب، ونغمة ان بعد السيد ممدوح عباس سينتهي النادي، ونجد بشكل غريب السيد عمر هريدي والمستشار جلال إبراهيم وهما مثالين بسيطين.. يؤيدون تواجد عباس كرئيساً لنادي الزمالك من جديد، رغم ان الأول كان في جبهة السيد المندوه الحسيني والثاني نجله المستشار أحمد جلال كان في قائمة الدكتور إسماعيل سليم في الانتخابات الأخيرة التي كان مزمع عقدها الجمعة "الحزينة" الماضية.!
هذا يوضح قمة التناقض الذي يحدث داخل النادي، ماذا تريدون؟ كنتم تؤيدون أشخاص آخرين أمس لتولي النادي وتأسفون لما وصل إليه حال القلعة البيضاء في ظل قيادة عباس، واليوم تقولون الشعر في عباس وفي إدارة عباس وتبايعونه رئيساً لنادي الزمالك من جديد.!
إذن لماذا كان وقوفكم في وجهه قبل الإنتخابات والنزول ضده في جبهات أخرى، لماذا لم تتوحدوا معه وتكونوا جبهة قوية لإعادة الزمالك إلى مكانته بدل من التشتت والتنازع بين أبناء البيت الواحد.. كلها أسئلة واستفسارات تحتاج إلى إجابات مقنعة.